--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ا لعـجـب :
=======
هو استعظام الإنسان نفسه لإتصافه بمزية كالعلم والمال والجاه والعمل , وليس في العجب طرف ثان يتعالى عليه , وهو من الأمراض الخلقية المنفرة الدالة على ضعـة النفس وضيق الأُفق وسقمه ، وقد أشار المولى إلى هذه الآفة المرضية وآثارها:
1 – قوله تعالى : ﴿ فَلا تـُزَكُّوا أَنـْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتـَّقى ﴾
2 – عن الإمام الباقر (عليه السلام) : { ثلاث هُـنَّ قاصمات الظهر : رجل استكثر عمله , ونسي ذنوبه , وأعجب برأيه } .
3 – عن الإمام الصادق (عليه السلام) : { من دخله العجب هـلك } .
الـتـكــبـر :
=======
نفس معنى العجب من استعظام الإنسان نفسه , لكن في التكبّر يوجد طرف آخر حيث يتعاظم ويتكبر الإنسان على الغـير , وهو من أخطر الأمراض الخلقية وأفتكها , وقد أشار الشارع المقدس إلى هذه الآفة المرضية وآثارها السلبية وذمها ، ونذكر بعض ما ورد :
1 – قوله تعالى : ﴿ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمتكبرين ﴾
2 – قوله تعالى : ﴿ ولا تـُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تـَمْشِ فِي الأَْرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ ﴾.
3 – عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : { مرَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله) على جماعة فقال: على ما اجتمعتم ؟
فقالوا : يا رسول الله هذا مجنون يصرع , فاجتمعنا عليه
فقال ( صلى الله عليه وآله) : ليس هذا بمجنون ولكنه المبتلى
ثم قال ( صلى الله عليه وآله) : ألا اخبركم بالمجنون , حق المجنون ؟
فقالوا : بلى يا رسول الله
قال (صلى الله عليه وآله) : المتبختر في مشيه , والناظر في عطفيه , المحرك جنبيه بمنكبيه , يتمنى على الله جنته , وهو يعصيه , الذي لا يُؤمَن شرَّه , ولا يُرجى خيره فذلك المجنون وهذا المبتلى } .
4 – عن أمير المؤمنين (عليه السلام): {… فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس , إذ أحبط عمله الطويل وجهده الجهيد ؟ ( وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة ، لا يدرى أمن سني الدنيا أم ْ من سني الآخرة ) ، عن ِكَبر ساعة واحدة ,
فمن بعـد إبليس يسلم على الله بمثل معصيته , كلا ما كان الله سبحانه وتعالى لِيُدْخِل الجنة بشراً بأمرٍ أخرج به منها ملكاً, واستعيذوا بالله من لواقح الكبر ، كما تستعيذون من طوارق الدهر ، فلو رخّص الله في الكبر لأحد من عباده لرخّص فيه لخاصة أنبيائه ورسله , ولكنه سبحانه كرَّهَ إليهم التكابر ورضي لهم التواضع } .
5 – عن الإمام الصادق (عليه السلام) : { ما من رجل تكبر أو تجبر إلا لذلة وجدها في نفسه } .
ومن الآثار السلبية المترتبة على آثار العجب والكبر , أن كلاً منهما يمثل حجاباً عن الرؤية النقية الصحيحة المتوازنة حتى يزداد ذلك الحجاب عمقاً وشدة فيتحقق الطبع عـلى القـلب فيكون الإنسان مصداقاً لقوله تعالى : ﴿ كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾
دمتم بحفظ الرحمن
منقولة